رواية الطفلة والوحش جميع الفصول كاملة الفصل 24 بقلم نورا مرزوق

رواية الطفلة الوحش
بقلمي نورا مرزوق
يامن بإبتسامة خبث ياجدع
الظابط اتوتر من إبتسامة يامن وقال ياريت يا يامن بيه تتفضل معانا من غير شوشرة عشان مستخدمش معاك العنف
يزن بعصبية وحده طب جرب تعملها كده وانا هوريك مين هو يزن الصياد
الظابط بغيظ يزن بيه ده شغلي
يزن انت
يامن بهدوء استني يا يزن خلينا نشوف حضرت الظابط..وبصله وقال بسخرية واضحه
.. متعرفتش ب إسم الباشا
هيثم بتوتر احم هيثم
يامن قام من مكانة بهدوء ولف حوالين هيثم كالصقر خطواته بطيئة وموزونه وقال امممم وانت بقا جاي تقبض عليا لوحدك يا هيثم
حاول هيثم يكون متوازن وميتوترش بس فشل وقال احم ..
يامن ببرود قاتل وهو واقف قدام هيثم .. كتافه مرخية لكن نظرته حادة.. فيها ألف معنى ومعنى.. وابتسامة خفيفة جدا على طرف شفايفه
طب فين المذكرة
هيثم بلع ريقه بصعوبة.. حس للحظة إنه واقف قدام واحد مش سهل.. واحد مش بيتوتر.. واحد ممكن يدوس على رقبتك وأنت بتفتكر إنه بيهزر.
قال بتلعثم خفيف.. المذكرة.. آه يعني.. موجودة بس...
يامن قطع كلامه ونظره لسه ثابت فيه
بس إيه
سكت لحظة.. ومال برأسه ببطء كأن بيشفق عليه
ولا بلاش مذكرة.. تعالى نسألك كام سؤال كده على السريع.. تعرفني منين يا هيثم مين قالك إني قتلتها
هيثم اتلخبط.. حاول يلم نفسه بسرعة
كان.. كان فيه ميدالية عليها اسمك في مكان الجريمة...
ضحك يامن.. ضحكة كاملة.. مش من نوع الضحك اللي بيريح.. لا.. ضحك فيه استهزاء واستخفاف وتهديد مبطن
ميدالية باسمي
يعني مثلا.. لو أنا دلوقتي دخلت بيتك ورميت شنطتي عند باب أوضتك.. يبقى أنت اللي قتلتني لو حصلت جريمة
يا ابني ده حتى أغبى قاتل مش هيسيب اسمه مطبوع في موقع الجريمة! ده لو فكرني عيل
الشباب اللي قاعدين على الأرض.. كانوا متابعين المشهد بنظرات فضول وثقة.. وعيونهم بتلمع وهم شايفين يامن واقف كملك وسط معركة ويزن واقف جنب يامن مربع إيده علي صدرة ونظراتة حاده جدا
رعد ابتسم بخفة.. وفهد همس رعد..
يامن ده بيتعامل مع الظابط كأنه مساعد بتاعه.
رعد رد بابتسامة فخر
يامن برغم الهدوء اللي باين عليه بس لو حد فكر يتعدي حدودة معاه وقتها يامن المنشاوي اللي بجد هيظهر
ندى كانت قاعدة بين البنات.. ووشها فيه ألف شعور.. كانت فخورة.. منبهرة.. بس قلبها بيدق بسرعة.. إيدها بتشد طرف طرحتها من التوتر.
بصت له وهي بتفكر
يا تري اي اللي هيحصل !
بس برغم خوفها.. كانت بتبتسم.. لأن برغم انها علطول بتتخانق معاه بس معترفة انها بتحبه
يامن لسه واقف قدام هيثم.. وسأله بنبرة هادية جدا
طيب.. مين بلغك أصلا
هيثم اتلخبط تاني وقال
في واحد.. قدم بلاغ مجهول.. وكان فيه شوية تفاصيل...
يامن ابتسم بس المرادي بقى بارد جدا.. زي الجليد
بلاغ مجهول! وأنت مصدقه وجايلي القصر.. ومعاكش حتى أمر ضبط وإحضار
جايلي تتهزق يا هيثم
ولا دي محاولة جس نبض أنت مرسول ولا متطوع
هيثم حس بالدم بيتجمد في عروقه.. معرفش يرد.. وساب عينه تتهرب من عيون يامن.
يامن قرب منه خطوة.. وقال بهدوء
لو ناويين تلفقولي قضية.. يبقى راجعوا أوراقكم كويس.. لأني مش سهل.
واللي بيلعب بالنار.. بيتحرق.
صوت أنفاس البنات كان باين في الهوا.. والتوتر اتسلل حتى لندى.. اللي بدأت تحس إن ممكن يامن يتجاوز مع الظابط.. فقامت بسرعة وقالت بصوت خافت
يامن.. بس بلاش...
لف يامن ليها بعينه.. ونظراته لانت.. بس إيده مافيش رعشة فيها.
متخافيش.. مش هيحصل حاجة.. بس لازم يعرف إننا مش فريسة سهلة.
رجع يبص لهيثم.. وقال له
شوف
إنما لو جاي بدافع حقيقي.. روح هات أمر رسمي.. وتعالى لما تكون مستعد.
لف يامن بصمت وراح قعد مكانه وسط الشباب.. اللي وسعوا له الطريق .. وسابوا الظابط واقف لوحده.. بيتلفت.. مش عارف يروح ولا يفضل. ويزن بيبصلة بهدوء
هيثم أخد نفس عميق وقال وهو بيحاول يستعيد وقاره
أنا هبلغ رؤسائي.. وهارجع قريب...
رد يامن بضحكة خفيفة
هنكون في انتظارك.. بس تعالى وانت مذاكر الدرس كويس.
خرج الظابط من القاعة والباب اتقفل.. وصمت ساد اللحظة..
كانت الأجواء في الجنينة متوترة .. الكل ساكت.. وكل واحد باين على وشه إنه في دوامة تفكير.. كأنهم بيخططوا لعملية إنقاذ سرية في دولة معادية
بس كان في واحدة بس هي اللي دماغها مش عاجباها الأجواء دي خالص...
أروى.
قعدت تبص عليهم شوية.. وبعدين فجأة وقفت وهي بتخبط كفها بكفها وقالت بأعلى صوتها
صلوا على رسول الله
الكل اتفزع. حرفيا. عز اتنفض من مكانه.. وندى صرخت
يا شيخة حرام عليك! قلبي وقع!
أروى قالت وهي مبتسمة بكل براءة
إنتي اللي قلبك ضعيف.. أنا بعمل خير! مش شايفين إن القعدة دي كئيبة! كأننا في عزاء! يعني حد مات وإحنا لسه مش عارفين مين دا حتي انهاردة كان خطوبة لينو والدكتور ريان !
فهد كان سايبهم يتكلموا وساكت.. لكن أول ما سمعها قال كده.. لف لها راسه ببطء وهو بيضحك وبيقول في سره
يا رب استر.. دي ناوية تقلب القعدة كلها زي كل مرة.
ندى قالت بنبرة مستسلمة
طب يا أروى قولي.. عايزة إيه
أروى عملت حركة درامية بإيدها كأنها بتقدم نشرة أخبار وقالت
أنا قررت نلعب لعبة!
زياد قال بتنهيدة
اللعب في الوقت الضائع هو ده وقته
أروى قربت منه وقالت له وهي بتوشوشه بصوت
أهو بدل ما تفكر في حاجات توترك.. تعالى نضحك.
يوسف فرك وشه بإيده وقال
ماشي.. قولي بقى.. إيه اللعبة بس لو فيها مجازر ولا كوارث.. أنا منسحب.
وفهد كان بيبص عليها بعصبية كبيرة ونفسه يروح يضربها ويزن بصلة وفهم
أروى فردت ضهرها وقالت
لا لا خالص. لعبة بسيطة جدا.. كل واحد يقول سر عن نفسه.. بس لازم يكون سر حقيقي! واللي يكذب.. عليه عقوبة! ونخلي العقوبة على ذوقي أنا!
لينا همست لريان وقالت وهي بتحاول تمسك ضحكتها
يعني من دلوقتي نعتبر إننا داخلين في مصيبة!
ريان ضحك وقال
هي دي أروى.. بتخترع المصائب بإبداع.
أروى بصت للجميع وقالت وهي بتعد بأصبعها
يلا نبدأ. ليليان.. انتي أول واحدة.
ليليان خبطت على رجلها وقالت بتنهيدة
أنا مرة وقعت في حفرة في المدرسة قدام المدرسة بتاعت الرياضيات.. وكل الفصل ضحك عليا.. بس أنا قلتهم إن ده تمرين جمباز!
الكل ضحك.. وأروى قالت وهي بتصقف
برافو! روح جميلة!
ندي قالت بضحك..
طيب أنا.. أنا مرة فتحت المايك بالغلط في محاضرة أونلاين.. وكنت بعيط على نهاية مسلسل كوري.
ضحكوا بصوت عالي.. وأروى قالت وهي بتحاول تتكلم
آه والله كنت عارفه إنك بتخزني مشاعر!
فهد كان ساكت.. وأروى بصت له وقالت بخبث
تيجي بقى علينا يا أستاذ فهد قولنا سر!
فهد رفع حاجبه وقال
أنا
أروى ضحكت وقالت وهي بتشاور عليه
أيوه حضرتك. وقول بقى سر جامد!
الكل انفجر ضحك.. وفهد هز راسه وقال
سر طيب.. أنا كنت فاكر إن أروى دي غريبة جدا أول ما شفتها.. وبعدين اكتشفت إنها.. غريبة جدا بس بطريقة لطيفة.
سكت لحظة.. وقلب عيونه ناحيتها وقال
واللي زيها.. بيتحبوا غصب عنك.
الضحك اختفى شوية.. وهدوء لحظي ساد. أروى حست
يعني إيه دي إهانة مغلفة
فهد قال وهو بيرد