روايه جحيم الغيره الفصل السادس عشر 16 بقلم اماني السيد

طرقت وفاء الباب بخفة
صوت الطرق كان هادي.. لكن مليان اهتمام.
ماكانش في رد..
ففتحت الباب ببطء..
ولقت ابتهال نايمة على ظهرها .. عيونها مفتوحة لكنها ساكتة كأنها بتتفرج على السقف بدون تركيز.
دخلت وفاء بهدوء.. وقربت منها..
قعدت على الكرسي جنب السرير.. وقالت بنبرة ناعمة
ازيك يا ابتهال
ابتهال ما ردتش..
لكن رمشت بعينيها كأنها بتقول فى عالم آخر منفصل عنهم
وفاء بصت لها بشفقة ناعمة.. مش شفقة ضعف
شفت في ملامحها طفلة كبيرة.. مشتاقة لحضن..
لكن تعبها مخليها مش قادرة تمد إيدها لحد.
قالت وفاء بلطف عارفة إنك تعبتي
بس أنا هنا عشان أسمعك.. من غير ما أحكم.. ومن غير ما أضغط.
انا مش خطيبه عمران انا دكتوره وفاء دكتوره نفسيه
عمك طلب منى اساعدك تتخطى الماضى اللى انا عارفه أنه صعب عليكى تتخطيه
عشان كده انا موجوده اسمعك واساعدك
لم تجيب عليها ابتهال ظلت صامته ولكن سقطت الدموع من طرفى عينيها
اقتربت
بتهال أنا عارفة انك سمعانى كويس بس انتى مش عايزه تتكلمى
انا عايزه اقولك إن الكل هنا بيحبك
مامتك بتحبك ومنهاره عشانك أوى
عمران بيحبك أوى وهيموت من الخوف عليكى هو كمان
وعمك حزين جدا نفسه تبقى زى زمان ايام مكنتى قاعده معاهم
وفردوس اختك بتحبك أوى على فكره وكانت بتعيط عشانك
كلهم بيحبوكى يا ابتهال بس بطريقه غلط
نظرت لها ابتهال بطرف عينيها ثم عادت كما كانت
كأنها تقول لها
دول كلمتين انتى حفظاهم جايه تسمعيهم
لو ده الحب يبقى الكره عامل ازاى
اكملت وفاء حديثها بتأنى
عارفه يا ابتهال مشكلتك ايه
انك قويه وزكيه زيادة عن اللزوم. وناجحه وجميله فيكى كل الصفات الحلوه
والإنسان الناجح اللى بيعتمد على نفسه بتلاقى الكل دايما بيسند عليه ولو وقع الكل هيقع معاه
اقولك على حاجه
انا مامتى كانت قويه جدا زيك كده والكل معتمد عليها فى كل حاجة محدش بيعمل حاجه من غيرها
لما تعبت مكناش
اللى بنعتمد عليها وقعت
بقينا زى المجانين بنلف حوالين نفسنا وهى فى وضع مش هقدر تساعد نفسها ولا تساعدنا مكنيش مصدقين انها تعبانه أصلا
لا بقينا نعرف ناكل ولا نلرس ولا نخرج ولا نعمل حاجه
حتى خدمتها مش عارفين وجبنا ممرضه عشان تخدمها وتراعيها
إحنا كنا بنحاول بس كنا ضعاف أوى حتى بابا
اللى كنت فاكراه قوى كان يقعد جمبها يعيط مش عارف يعمل ايه لانها ببساطه عودتنا تعمل كل حاجه
ويوم ما توفت بابا مات بعدها من الحزن واخواتى تعبوا وانا اكتئبت
ومن بعدها قررنا نعتمد على نفسنا
ومش بس كده نربى اولادنا انهم يعتمدوا على نفسهم والحمد لله اخويا دكتور قلب واختى مدرسه وانا دكتوره امراض نفسيه وعصبيه
ونظرت في عيون ابتهال نظرة مليانة حنان حقيقي..
وقالت بنبرة أهدى وأحن
انتي مش غلطانة يا ابتهال..
انتي بس اتحطيت في دور أكبر من عمرك..
والدنيا ما ادتكش فرصة تكوني ضعيفة لحظة
ابتهال
عيونها كانت مليانة دموع..
لكن دمعة واحدة هي اللي نزلت
زي نقطة الحبر اللي بتلطخ ورقة كانت بيضا.
ولكنها مازالت صامته لم تتحدثت .. مما جعل وفاء تكمل حديثها
ابتهال انا بشتغل فى مركز علاجى حلو جدا ايه رأيك تيجى أسبوع تغيرى جو وتبعدى عن هنا
لم تجيب عليها ابتهال فاعتبرت عدم رفضها فى حد ذاته موافقه وقررت أن تبلغ والدتها وعمها حتى يسمحوا لها بالذهاب معها لذلك المركز
خرجت وفاء من غرفه ابتهال
وجدتهم جميعا فى الصالة
وعمران واقف ساكت.. بيبص لوفاء كأنه مستني حكم نهائي.
قالت وفاء بهدوء
ابتهال وضعها بيسوء وانا محتاجه انقلها مركز علاجى
وقفت ابتسام بتوتر
لأ يا دكتوره انا مش موافقه مش للدرجادى انا هتكلم معاها وافهمها كل حاجه
مدام ابتسام خلينا متفقين على حاجه حضرتك لو قاعدتى من هنا لعشر سنين قدام تقنعيها انك اتعيرتى وبتحبيها استحاله تصدقك
تحدث جبران بخوف حقيقى عليها
طيب اخدها عندى فى البيت
آمن عمران على حديث والده
للأسف ابتهال حاليا وضعها