رواية الطفلة والوحش يزن وارين الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم نورا مرزوق

رواية الطفلة الوحش
بقلمي نورا مرزوق
في نفس اليوم.. مكتب يزن
بعد ما ماري خلصت شغل وخرجت
كان يزن واقف قدام الشباك.. ضهره للمكتب.. وإيده ورا ضهره ماسك ورقة بيقلب فيها بتركيز.
الباب خبط خبطتين خفيفين.. وصوت السكرتيرة جه من بره..
يامن بيه وصل يا فندم.
رد يزن بدون ما يلف.. خليه يدخل.
دخل يامن.. وكان لابس قميص أبيض مفتوح زراره الأول وبنطلون جينز.. شكله عادي جدا بس عينه كانت بتلمع بدهاء.
قفل الباب وراه وقال بمرح مصطنع.. مش معقول! أخيرا افتكرتني وطلبتني لوحدنا.. يا ترى إيه الموضوع
لف يزن ببطء.. وبص له بنظرة هادية جدا بس وراها نار.
أنت فاكر نفسك شغال في سيرك!
يامن اتحرك وقعد عالكرسي قدامه وقال وهو بيضحك.. هو فين السيرك عشان أروح
يزن رمى الورقة قدامه على المكتب ورفع حاجبه..
احكيلي انا مش فاهم حاجه وجريمة قتل إي ومين البنت دي
ضحكة يامن اختفت.. وحرك جسمه شوية وقال.. .. دي بنت كانت بتشغل سكرتيره عندي في الشركة التانية واكتشقت انو هيا كانت بتنقل أخبار ل راجي الاحمدي
يزن قرب منه.. وبص له مباشرة..
راجي الاحمدي ! الاسم ده مش غريب عليا
سكت يامن لحظة.. وبعدين قال بصوت أهدى..
انا مش عايزك تقلق انا هتصرف وانا عارف انو راجي ورا كل حاجه وعايز يوقعني من زمان بس انا سايبه بكيفي يجيب أخرو
يزن فضل ساكت لحظة.. وبعدها قال..
مسمعش كلمة انا هتصرف دي إسمها هنتصرف
يامن ابتسم قال بهدوء.. حاضر يا وحش
يزن رجع قعد على الكرسي.. وسحب ورقة تانية من الملف وقال..
طيب.. تمام.
قولي إي رأيك في الصفقة الاجهزة دي
يامن هز راسه وقال..
بص يا كبير الصفقة دي مش مجرد أجهزة.
إحنا بنتكلم عن دخول سوق جديد بالكامل سوق المستشفيات المتوسطة.. مش الكبيرة بس.
اللي بيشتري أجهزة عشان يعيش بيها مش يفتخر بيها.
وده يفرق في نوع الأجهزة.. وجودتها.. وطريقة التوزيع.
يزن كان ساكت.. بيسمع وهو بيقلب في ورقة قدامه.. ويامن كمل بحماس واضح..
الأجهزة اللي داخلين بيها.. خاصة وحدات الأشعة والتحاليل.. معمولة بتقنية كويسة جدا.. كورية الصنع.. بس بماركة ألمانية
وده في السوق المصري يعني برستيج بسعر.
ودي نقطة نقدر نكسر بيها المنافسين اللي داخلين بأجهزة صيني مستوردة رخيصة.
يزن رفع عينه.. وقال باهتمام..
طيب وإيه اللي مضايقك
واضح إنك مش مقتنع بالكامل.
يامن هز دماغه وقال..
مش مضايقني.. بس في شوية مطبات
أولا.. المورد الأساسي اللي هنتعامل معاه.. عنده شبهة تأخير في التوريدات السنة اللي فاتت في الأردن.. وعندي تقرير بيقول إنه سلم دفعة أجهزة ناقصة قطع داخلية.. واتمسك هناك بفضيحة بسيطة.
ثانيا.. طريقة الدفع اللي اتعرضت علينا risky شوية
هو طالب مقدم ٤٠٪
إحنا بندفع كأننا مستجدين.. وده مش أسلوب الصياد.
يزن ابتسم بنص شفة.. وقال..
كمل.
يامن فرد ضهره وقال بنبرة جدية..
أنا شايف نضغط عليه بإننا نفتح له التوزيع في فرع السودان كضمان.. هو نفسه عايز يدخل هناك بس مش لاقي ممول.
نعرضها كامتياز.. بس يكون مقابل شروط أقوى.. وضمان جودة لمدة سنتين مش سنة واحدة.
ولو رفض
في مورد بديل في دبي.. أغلى بنسبة ١١٪.. بس بيقدم تدريب مجاني على الأجهزة.. وخدمة صيانة محلية.. يعني نوفر كتير على المدى البعيد.
يزن قعد براحته في الكرسي.. وساب الورقة من إيده وقال ببطء..
أنا بحب لما تتكلم كده.
يامن ضحك وقال..
عارف بس برضو دايما بتحسسني إني في امتحان شفوي.
يزن ابتسم وهو بيقول..
هو ده شغل الصياد مفيش إجابة سهلة.. ومفيش قرار يتاخد على طاولة فاضية.
كل حاجة بحساب واللي بيغلط في الحساب
بيتدفع تمنه.
وقف بعدها.. ومشى ناحيته.. وحط إيده على كتفه وقال..
رتب اجتماع مع الموردين التلاتة الأسبوع الجاي.
أنا عايز أسمعهم بنفسي
بس القرار النهائي هيكون بناء على دراستك أنت والشباب.
يامن وقف.. وضرب كفه في كف يزن وقال..
يبقى القرار مضمون يا كبير.
خرج بعدها.. وساب يزن واقف لوحده
يزن سابه يطلع.. وبعد ما خرج.. مسك تليفونه.. واتصل بمجهول..
ابدأو رصد حركة الظابط هيثم.
عايز أعرف بيقابل مين.. وبيشتغل لصالح مين
صوته بقى حاد وهو يكمل.. ومحدش يتحرك غير بإذني.
قدام شركة المدى جروب فرع تاني من شركات الصياد .. الساعة ١١ صباحا
في عز النهار.. عربيات رايحة جاية قدام الشركة الفخمة.. وكل حاجة ماشية بانضباط زي الساعة.
عربية سوداء فارهة وقفت قدام المدخل.. وبمجرد ما نزل منها رعد.. كل الحراس عدلوا وقفتهم وادوا التحية الهيبة ما بتتكلمش.. بتبان.
لكن رعد وقف لحظة.. وهو سامع صوت عالي مش مألوف.
صوت بنت.
صوت مليان حماس.. وطفولة.. وغضب.
يا عم أنا داخلة! مش هفضل واقفة برة عشان حضرتك شايفني صغيرة!
كان فيه بنت قصيرة جدا.. بالكاد طولها يوصل لكتف الحارس.. واقفة قدامه وبتزعق بغضب بريء
أنا عايزة اخش مليش فيه
الحارس قال بهدوء..
آنسة.. لازم تصريح للدخول.
أنا عندي ميعاد مقابلة في قسم التصميم. وإنت واقفلي كده ليه! هو أنا داخلة على مكتب وزير! ولا هتشوفوا اختراع نووي
رعد وقف مكانه مش مصدق.
البنت كانت زي القنبلة الموقوتة.. بتتكلم بسرعة.. وإيديها بتتحرك مع كل كلمة.. وعينيها بتلمع بثقة غريبة.
ضحك ضحكة كاملة.
دي أول مرة يضحك من قلبه من شهور.
البنت بصت له باستغراب..
هو في إيه يضحك!
الحارس كان لسا هيتكلم رعد شاورة يسكت وهو بيبص عليها
إنت جايه على شغل فعلا ولا جايه تعملي حفلة تمرد
جايه
رعد بص للحارس..
دخلها. فورا.
رجعت تبص له بانتصار طفولي..
شكرا. وهتفتكرني أنا اسمي نور.
رد رعد بابتسامة خفيفة..
أكيد الاسم دخل في دماغي خلاص.
دخلت الشركة بخطوات سريعة.. ووشها متحمس كأنها داخلة ملعب مش شركة.
أما رعد.. ففضل واقف في مكانه شوية
فيه حاجة في البنت دي شدت انتباهه بشكل غريب.
كأنها مش بس جاية تقدم على شغل كأنها داخلة تغير حاجة حقيقية.
داخل شركة المدى جروب .. قسم التصميم
نور كانت قاعدة في الاستراحة الصغيرة قدام مكتب المدير.. رجليها ما كانتش ثابتة من الحماس.. كل شوية تبص في المراية اللي في جنب المكان وتعدل طرحتها الصغيرة.. وتحاول تهيأ نفسها
سكرتيرة أنيقة طلعت من المكتب بابتسامة هادية..
آنسة نور.. المدير بيستناكي.. اتفضلي.
قامت بسرعة وابتسمت بثقة.. لكن أول ما دخلت المكتب...
اتجمدت.
الكرسي الفخم اللي قدامها اتحرك ببطء وطلع منه رعد.. بابتسامته الغامضة.
نور اتسمرت في مكانها.. عينيها اتسعت.. وشها اتحول للون الطماطم.. وكل الثقة اللي كانت لسه بتتحاكى بيها برا.. طارت في الهوا.
قال بنبرة فيها سخرية ناعمة..
صباح الخير أنسة أفكار تزود الأرباح ٣٠٪
فتحت بقها شوية.. وبعدين قالت بسرعة..
أنا مكنتش أعرف إن حضرتك هو حضرتك المدير!
واضح.
طب أنا آسفة لو يعني لو كنت اتكلمت بطريقة مش رسمية شوية برة.. بس أنا كنت متحمسة.. وأنت كنت واقف بتضحك.. ففكرتك موظف.
ابتسم وهو بيشيرلها تقعد..
اطمني.. طريقة كلامك خلتني أقرر أقابلك فورا. وده نادر يحصل.
قعدت على الكرسي المقابل.. ولسه عينيها بتراقبه بتوتر طفولي.
طيب حضرتك عايزني أتكلم عن خبرتي
قبل كده قوليلي.. منين جبتي الثقة دي كلها وإنت لسه داخلة سوق الشغل
قالتها ببساطة وصدق..
أنا طول عمري برسم ولما اتقفلت الأبواب في وشي.. قررت أفتحه بنفسي. فاكرة إن التصميم مش بس شغل.. ده وسيلة أعيش بيها وأنا مبسوطة.
رعد سكت للحظة نظراته اتحولت لاهتمام حقيقي.
وأفكارك عن الأرباح اللي قولتي عليها بره
عندي مشروع تصميم منتجات للأطفال بخامات مصرية ١٠٠٪.. ستايل مختلف وخفيف ويجذب السوق أنا مش بس برسم.. أنا بلاحظ. واللي بيلاحظ بيفهم الناس.
ابتسم رعد.. وقال وهو بيقلب في السي ڤي..
أنت مختلفة فعلا يا نور.
رفعت حواجبها بدهشة بريئة..
كويسة ولا مختلفة اللي هي غريبة
ضحك وقال..
مزيج بينهم.
نور ضحكت.. وأول مرة من ساعة ما دخلت تحس بالراحة..
أنا قبلت الشغل
لسه. بس خليني أقول أول انطباع عندك خطير.
خطير حلو ولا خطير يخليني أخرج من الباب دلوقتي
ضحك
عند آرين كانت قاعدة مع مرفت وأيمن ورؤوف وليليان في غرفة الليفنج
آرين بحماس .. واااو فرح لينا هيكون تحفة اووي وياااه لو الدكتور ريان يغنيلها هتبقي واااو بجد
مرفت بضحك .. ههههه ريان بطوله ده هيغني
ليليان بحماس هيا كمان .. لينو انهاردة هتروح تختار فستان الفرح
أيمن بإبتسامة .. عقبالك يا ليليانو
جرت ليليان وته وقالت .. لا انا هقعد معاك يا عمو مش عايزة اسيبك انت وبابي
لمعت عيون رؤوف عندما خطر بباله انو ليليان ممكن تسيبه في يوم
كانت آرين قاعدة وبتبص عليهم بإبتسامة وهيا من جواها كانت بتتمني لو كان عندها عيلة
سمعت صوت تلفونها بيرن وكان يزن ابتسمت بفرح وقامت طلعت اوضتها وردت عليه بسرعة
يزن بحب .. أميرتي عاملة اي
آرين ب إبتسامة مصطنعة .. أميرتك كويسة طول منتا كويس
يزن .. وحشتيني اوي يا آري
آرين بتنهيدة .. انا أميرتك ولا روحك ولا قلبك ولا آري
ابتسم يزن وقال بشرود عاشق .. انتي كياني انتي رفيقة دربي انتي أماني انتي نبضات قلب يزن انتي النفس اللي بتنفسه انتي بنتي انتي مراتي وحبيبتي انتي جنه يزن
لمعت عيونها بدموع وقالت .. اوعدني انك تفضل جنبي يا يزن
يزن .. يزن جنبك يا أميرتي حتي لو روحت في يوم كل موحشك غمضي عينك وأول لمسه هواء هتلمس وشك اعرفي انو انا
آرين بدموع .. بعد الشر عليك
ابتسم يزن وقال .. طيب يا أميرتي قوليلي بقا اي اللي مزعلك
آرين بعياط .. تعالي يا يزن انا عاوزاك
قام يزن من مكانة بقلق وقال .. مالك يا آرين
آرين بعياط .. تعالي
طلع يزن من مكتبه بسرعة وقال ل السكرتيرة .. إلغي مواعيدي كلها ومشي بسرعة وشافه ذياد وإستغرب
ركب يزن عربيته وساق بسرعة وهو لسا بيكلم آرين وبيحاول يهديها وفجأة الخط قفل بص في التلفون لقي تلفونه فصل شحن ساق بسرعه وبعد عشر دقايق وصل القصر
كان الكل قاعد في الصالون واستغربو دخول يزن
مرفت باستغراب .. يزن في اي
يزن وقف وقال .. آرين فوق
أيمن .. طلعت فوق من شويه كده في اي ..
يزن وهو طالع علي السلم .. مفيش حاجه
وطلع جناحه بسرعه ودخل
.. آرين
كانت قاعدة علي السرير بتعيط بخنقة كبيرة سمعت صوته فتحت عنيها بسرعه لقيته واقف علي الباب وبينادي عليها بقلق نزلت بسرعه وجريت عليه ومسكت فيه.
بيحاول يهديها ولا كانها بنته كانت خايفه يروح منها ومتكلمتش صوت عياطها بس اللي مسموع ويزن قلق عليها بس متكلمش اكتفي انو يرتب عليها بحنان لحد منامت وبقي يهمس لها بكلمات حانيه رغم انه يعلم انها نائمة الان شدها له تاني وبقي ينظر لها وهيا نايمة بدون ملل بدون زهق
كان ماشي وهو باصص في التلفون وفجاة وقف لما شافها ابتسم وشرد فيها