رواية لأجلها الفصل 24 بقلم أمل نصر

لمحة نيوز

رواية لاجلها بنت الجنوب أخاف عليك من الدنيا 
من عيون الناس من مفترق الطرق من لحظة ضعف منك حتى منك.
أحببتك بوجع لا بهدوء العشاق.
أحببتك كمن وجد فيك وطنا فصار يخشى كل رياح تعصف بالبيوت.
أعلم أني لا أحسن التعبير ولا أجيد حياكة الكلمات كما تستحقين.
لكني أراك كل شيء وكل خوف.
أحمل عنك صمتك حين يثقلك وأخبئ وجعك في صدري ولو استطعت لخبأتك كلك فيه.
أنا لا أملكك لكني لا أحتمل فقدك.
وكل ما أفعله الآن حماية بصوت مكتوم وتمسك بصبر مر ودعاء لا يسمعه سواي 
اللهم احفظها كما أحفظها أنا بل أكثر 
مراجعة وخاطرة جميلتي سنا_الفردوس
المنزل المرتب النظيف أصبح مدخله ساحة لها تقطعه ذهابا وإيابا تطل برأسها كل لحظة إلى الخارج تستطلع إن كان قد وصل إلى الشارع أم لا.
لقد طال انتظارها وتسرب القلق إلى قلبها. منذ علمت من أحد أقاربها أنه قد وصل إلى مدخل القرية وعلى وشك الوصول إليها ما الذي أخره والمسافة المقدرة من مدخل القرية إلى منزلها لا تستغرق أكثر من دقائق بالسيارة أو ربع ساعة على الأكثر إن قطعها بقدميه إذا ما الذي عطله
ألا يكفيه بعد أن رفض استقبالها له خارج أبواب السجن حين خروجه لتضطر إلى التزام المنزل في انتظاره! لقد فعلت كل شيء من أجل إسعاده. قلبت المنزل رأسا على عقب في التنظيف والترتيب أعدت كل الأصناف التي يحبها من الطعام حممت أطفالها وجعلتهم يرتدون الملابس الجديدة الزاهية فهم وسيلتها لاستدراج عاطفته نحوها. أما عنها فقد فعلت كل شيء حتى تصبح امرأة كاملة كما تنظر إلى نفسها في المرآة. حتى لو استمر على صلفه. لقد اشتاقته وبشدة. ألن يأتي بعد
زفرت وهي تلتف عن المرآة ذاهبة نحو الهاتف تحاول

الاتصال بأحد ما يخبرها عنه ولكن أوقفها دخول ابنها الذي كانت قد أرسلته هو الآخر منذ قليل للسؤال. ركضت نحوه بلهفة
واض يا ناصر عرفت إيه أخر أبوك
أجابها الصغير متأففا وقد أرهقته بتوترها وأسئلتها المستمرة 
أبوي دخل البلد من بدري يا أمه بس هو عدى على بيت أختي يسلم عليها قبل ما ييجي على هنا زي ما قالي عمي اللي كان معاه.
تحفزت بعدم استيعاب سائلة 
أختك مين اللي راحلها! إنت اتخبلت يا واض إنت
رد ناصر ببساطة وهو يجاور شقيقته في الجلوس على المقعد 
أختي ليلى يا أمه راح يزورها في بيت جوزها وعلى ما يخلص مشواره هياجي على هنا.
تخلص روحها هي وأمها 
صرخت بها تضرب كفا بكف ثم تفركهما بغل 
والله عال يعني طالع من السجن عليها دوغري في بيت الناس! اللي كان ما يسأل عليها وهي في بيته هنا! ماشي يا عرفان أما أشوف آخرتها إيه معاك إنت والمحروسة مزيونة الزفت! أن ما كنت أطلع القديم والجديد لو حصل اللي في بالي.
لم نتذوق حلاوة البدايات 
ربنا نجد سلوانا في القادم
ولكن 
هل اقترب الوصال أم ما زلنا في تلك المتاهات
وننتظر فقط المعجزة لقلب الواقع إلى السعادة التي نرجوها
حمزة
في منزله! ومجبر على استقبال ذلك المتنطع!
في منزله! ومجبر على الجلوس والتكلف بالحديث معه في تلك الجلسة التي تضم أفراد عائلته وبحضورها هي وابنتها.
تلك النيران التي تشتعل داخله الآن من يشاركه بها أو يشعر به!
كان ينقصه هذا الناقص ليزيد على همومه وهو بالكاد يتلمس لينها بعد شهور أنهكته صبرا في ترويضها من عقد كان هو سببها.
مجرد بس ما عربيتي دخلت البلد وأنا لقيت نفسي جاي على البيت هنا طوالي من غير ما أريح ولا أغسل
جسمي عشان أشوف البت وأطمن عليها وسطيكم.
توقف ناقلا بصره نحو حسنية المتجاوبة معه بعض الشيء مردفا نحوها 
حكم نار كانت جايدة فيا يا حجة ربنا ما يحط حد مكاني ولا يتعرض للظلم اللي أنا اتعرضتله.
أومأت حسنية بعدم تصديق ولكنها ادعت مجاراته 
الحمد لله اللي فك كربك في الآخر يا ولدي وربنا يجازي ولد الحرام اللي كان السبب بس سمعت إنه كان صاحبك
أبدا ولا أعرفه.
أنكرها سريعا ليجبر هذه المرة مزيونة على تكذيبه بحدة قطعت بها صمتها 
كيف يعني ولا نعرفه إنت بتتكلم على حد غريب دي عطوة اللي عتبت البيت شكت من دوسه عليها.
ضحك بخبث يحدق بها بسفور وكأنه أوقعها بالفخ يتحدث بانشراح وكلمات مقصودة 
معلوم يا أم ليلى بس أنا ما جصديش على اللي فات دا عدى وولى بالنسبالي من كله يبجى هتمسك بصحبة واقعة زي دي تجيب الفقر ليه أنا راجل قررت أبدل من نفسي بعد الظلم اللي عيشته وأبجى إنسان تاني يعني عرفان القديم مات واللي جدامك دلوقتي عرفان المحترم اللي عايز يحادي على عياله ويصلح اللي فات.
خلينا في اللي حاصل دلوك.
صدح بها قوية ذلك الثائر برفض حاسم لتلك الألاعيب المكشوفة من هذا الثعبان المتلون وحتى يصرفه عن النظر نحوها بوقاحة تجعل الدماء تغلي برأسه. فجاء الرد من عرفان بتسلية وتبجح يثير الدهشة 
وماله بجى اللي حاصل دلوك يا أستاذ حمزة ما أنا بقول أها طالع من السجن وفاتح بابي للدنيا وللتغيير بتي 
توقف ينظر إلى ليلى المذهولة والتي كانت جالسة جواره ليردف بحمائية جديدة عليه 
بتي ليلى دي إينعم أنا ما حضرتش جوازها ولا خطوبتها حتى لكن دا مش معناه إن مهمتي انتهت على كده. من هنا ورايح أنا مش هتخلى
عنها واصل. واخد بالك يا معاذ ليلى وراها أبوها دلوك 
رد معاذ بحدة لا تقل عن شقيقه وقد استفزه المعنى المبطن خلف كلماته 
وماله يا عمي لما تبقى سندها بس ليلى وراها رجالة كتير مش بس خالها وصفي ولا رجالة عيلتها اللي استلمتها منهم على الأصول المعروفة. أمها كمان نفسها الست مزيونة بألف راجل بالنسبالي. وبردك ليلى مش محتاجة لحد أنا هحافظ عليها جوا عيوني مش هعوزها للي يدافع عنها.
يسلم فمك يا معاذ.
غمغم بها خليفة الذي كان حاضرا هو الآخر بفخر انتفخ بصدره كبقية الحاضرين. فقد سدد رميته جيدا في إفحام هذا الرجل المستفز لهم بحديثه الذي أشعل الصدور ليضطر هو الآن للتدخل من أجل تهدئة الأجواء قبل أن يفعل شقيقه الأكبر جريمة يجزم أنه على وشك القيام بها 
زي ما جالك كده يا حج عرفان وفي الأول والآخر ليلى بنتنا وفي عنينا كلنا من جوا إحنا برضو رجالة ونعرف في الأصول.
أضافت عليه ليلى تؤيده 
أيوه يا أبوي إن كان عمي خليفة ولا عمي حمزة ولا أمي حسنية كلهم في البيت ده بلا استثناء شايلني جوا عيونهم دول عيلتي الكبيرة بعد أمي 
وأبوكي بعد أمك وأبوكي يا ليلى احفظيها.
قاطعها بها يثير الاستهجان والحنق الشديد نحوه رغم تريثهم الشديد معه. ثم أردف يرحمهم قليلا من ثقله وهو يهم بالنهوض عن أريكته 
طب أجوم أنا دلوك أستأذن عشان أروح بجي.
خاطبه خليفة بمجاملة زائفة أمام صمت الباقين 
بسرعة كده يا حج خليك شوية على تتعشى وتريح شوية ولا عاوزها تبقى عيبة في حقنا وإحنا خلاص بقينا عيلة واحدة.
عبست ملامح حمزة بضيق واضح نحو شقيقه الذي تبسم مشاكسا وقد دعمته حسنية أيضا تنفيذا للأصول التي تربت عليها
صح
زي ما جالك كده البنتة جوا بيحضروا الوكل مسافة خمس دقايق بس وكله
تم نسخ الرابط