رواية أذناب الماضي أنا لها شمس الجزء الثاني الفصل السابع والعشرون 27 بقلم روز أمين

لمحة نيوز

بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أذناب الماضي 
انا لها شمس الجزء الثاني.. بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
كيف تسلل عشقك داخلي ومتى تملك كل ذرة في كياني ليصبح بكل هذا العمق.. كل شيء بدأ عفويا منذ أن ألتقينا في الصغر.. نظراتنا والارتياح.. ضحكاتنا التي كانت تخرج منا لتصل إلى الأفئدة.. كنا نستمع إلى صمت كلانا أكثر من الكلمات.. تشابهنا للحد الذي لم يعد أحدا يفرق بيننا.. أصبحنا كصوتان خرجتا من نفس الأله لتعزفا اللحن ذاته.. والأن فقط أكتشفت.. أن جل ما مضى كان تمهيدا لنص لم يكتب بعد.. لعشق سرمدي بدأ منذ الصغر ليكتمل فينا ونكتمل به. 
بيسان يوسف
بقلمي روز أمين
استمع جميع من بالمنزل إلى صرخات تلك التي صعدت إلى غرفتها بعدما تناولت وجبة الغداء بصحبة العائلة.. لم يشعر بحاله إلا وهو يركض متخبطا من غرفة المكتب ليصعد الدرچ وضربات قلبه تقرع مثل طبول الحرب من قوتها.. وقبل أن يصل لحجرتها ولچت الفتاة تتفقد غالية الروح.. ضغطت سريعا على زر الإضاءة كي تستطيع رؤية والدتها من وسط ذاك الظلام السائد بالغرفة.. حيث ستائر الغرفة السوداء مغلقة مما أغرق الغرفة في ذاك الظلام الأسود.. تطلعت بارتياب على تلك التي تتوسط الفراش بجلوسها القرفصاء والهلع والرعب يسكنان عينيها.. هرولت عليها الفتاة 
مالك يا مامي.. في حد عمل لك حاجة
هزت رأسها بنظرات زائغة تدل على مدى الهلع وهي تحتضن ابنتها بقوة .. اقتحم الغرفة وهو يتفقد كل ركن بتمعن وفزع يعود لرعبه على خليلة الروح .. نطق وهو يهرول عليها ليجاورها الجلوس ويتفقدها بيداه 
مالك يا حبيبي.. بتصرخي ليه كده.. إيه اللي حصل! 
ازدردت لعابها لتنطق بكلمات متقطعة تنم عن مدى الهلع الساكن بداخلها 
ك كابوس يا فؤاد.. كابوس وحش قوي
وتابعت بهزيان وهي تشهق بينما إنسابت دموع عينيها بشدة 
حلمت إن حد كلمني في التليفون.. قالي إنه قتل ولادي
وباتت تخبط على صدرها 
ولادي يا فؤاد.. ولادي
قال لها مهدئا
إهدي يا بابا.. إهدي يا حبيبي.. ده كابوس.. كابوس يا إيثار
وأشار للفتاة المفزوعة 
تاج جنبك أهي وبخير
بالكاد

أنهى جملته ليقبل عليهم عصمت.. تاج.. زين الدين.. مالك وحتى عزةالتي هتفت بهلع ظهر بين بعينيها.. بينما أسرع الصغير ليجلس فوق ساقاي والدته وبات يلمس على كفها ويقبله بحنان كي تهدأ
مالك يا إيثار.. بتصوتي ليه
وعصمت التي نطقت لتستفسر بفزع 
فيه إيه يا فؤاد.. مراتك بتصرخ ليه! 
أشار بكفه للجميع لينطق وهو يزفر بهدوء بعدما أصابه الهلع عليها بحالة شديدة من التوتر 
مفيش حاجة يا حبيبتي.. إهدوا كلكم
ده مجرد كابوس وعدى على خير الحمدلله
ارتفع صوت تلك المرأة وهي تقول 
هو فيه حد ياكل محشي وبط ويدخل ينام.. ما لازم الكوابيس تطبق على نفسها
رمقها فؤاد بحدة لتنطق بارتياب تحت شهقات تلك القريبة من زوجها.
هروح أعمل لها كباية ليمون تروق بيها 
هربت سريعا لتنطق عصمت في محاولة منها لتهدأة زوجة نجلها 
إهدي يا حبيبتي.. وقومي كده جهزي نفسك علشان مقابلة بالليل
نطق الصبي مستفسرا 
هو إيه اللي هيحصل بالليل يا نانا 
ابتسمت تجيبه 
يوسف هييجي علشان يخطب بيسان
صفق الصغير بينما نطقت تاج 
أخيرا هنرتاح
إنت كويسة يا مامي
خرجت حبيب الروح لتقترب وتضم أنجالها الثلاث.. تنفست بعمق تستنشق روائحهم العطرة لتقول
أنا كويسة طول ما انتم في معايا وبخير.
تنهد فؤاد حزنا لحالتها وبعد مرور بعض الوقت تحدث لأبنائه التي مازالت تلك المرتعبة تحتضنهم بقوة وكأنها تخشى أن ينتشلهم أحدهم من  
زين.. خد إخواتك وروحوا أوضكم وسيبوا مامي علشان ترتاح شوية
حاضر يا بابي...قالها الفتى باحترام ثم انصرف بصحبة أشقائه.. اعتدل يقابلها لينطق بعدما احتوى وجنتيها بعناية
أنا جنبك.. وولادنا كويسين.. واللي حصل لك ده مجرد كابوس مش لازم تدي له أكتر من حقه
قاطعته
أنا شوفت بابا 
سألها بهدوء
طب دي حاجة المفروض تفرحك.. إنت لما كان بابا مبزورش أحلامك كذا اسبوع ورى بعض كنتي بتزعلي.. وتقعدي تدعي لربنا كتير علشان ترجعي شوفيه تاني. 
نزلت دموعها لتنطق بشهقات مرتفعة
كان شكله حلو قوي.. وضحكته هادية.. عيونه بتشع حنان زي ما كان طول عمره.. بس كان جاي ياخد حاجة مني.. 
هزت رأسها بتيهة وتشتت لتتابع
مش فاكرة أو قادرة أحدد إيه هي بالظبط الحاجة دي.. تقريبا كانت جوهرة 
وهزت رأسها لتتابع بنفي
لا مش جوهرة.. أنا مش قادرة
أفتكر.. بس هي كانت حاجة غالية قوي لأني كنت ماسكة فيها ومتبتة.. وهو كان بيشدها مني ويقولي سبيها يا إيثار.. هي خلاص.. مكانها بقى معايا
برغم عدم اعتقاده بالأحلام إلا أنه لا ينكر تأثره بحديثها.. نطق بملاطفة كي يخرجها مما هي فيه 
إوعي تكوني عاملة الفيلم الهندي ده علشان تغلوشي على إنك كبرتي وبقيتي إم العريس
إبتسامة طفيفة خرجت من جانب ثغرها ليتابع هو بنبرة تنطق عشقا 
قومي يا حبيبي جهزي نفسك.. النهارده المفروض أجمل يوم في عمرك.. إبننا أخيرا قلبه هيرتاح ويطمن بقرب حبيبته
تنفست بعمق ثم احتوت وجنته تتلمس بكفها شعيرات ذقنه النابت وهي تقول بأعين تفيض من العشق ما يكفي لدهر 
ربنا يخليك لينا يا فؤاد.. كملت معايا المشوار لأخره وكنت قد المسؤلية والوعد اللي وعدته لي
وتابعت تذكره
لما قولت لي إنت وابنك في حمايتي.. ويوسف إبني ومش هسيبه غير لما أوصله لبر الأمان
اغرورقت عينيها بالدموع لينطق وهو يحاول النهوض 
على فكرة.. إنت دمك تقيل النهاردة.. ويلا بقى بطلي كسل وقومي خدي شاور علشان تصحصحي
أرادت ان تدلل خليل روحها فتحدثت بدلال أبدل حالتها 
مش حابة أخده لوحدي.. ممكن تيجي معايا يا فؤاد
اتسعت عينيه ثم تحدث بعدما سال لعابه وهو يراقب نظراتها العاشقة 
حبيبة حبيبها تأشر وفؤاد عليه التنفيذ
مال بجذعه لتهمس هي بكلمات جعلت قلبه يشتعل بغرامه ثم توارى كلاهما خلف باب الحمام ليحيا داخل عالمهما الخاص.. عالم العشاق . 
داخل منزل عمرو البنهاوي
ولچ لداخل غرفته الخاصة يجول بعينيه الأركان باحثا عن زوجته التي تقطن بغرفتها منذ أن صعدت قبل حوالي الساعتين دون أن تخبره .. وجدها تستند بذراعيها على سور الشرفة الحديدي تتطلع للأمام بشرود وملامح وجه حادة..  وتحدث هامسا بجوار أذنها
واقفة لوحدك ليه يا حبيبتي
تبسمت بهدوء وصمت مريب تعجب له الأخر فسألها
مالك يا رولا  
أخذت نفسا عميقا ثم تحدثت ومازالت على حالها 
مافيني شي حياتي.. شردت شوي في حياتنا من قبل
ثم اعتدلت تكمل مستطردة بنظرة حالمة 
أديش كانت رواق وحلوة كتير.. ما تركنا شبر بفرنسا إلا وبرمنا فيه.. كل مكان إلنا معه ذكريات حلوة 
ابتسم لها ثم تحدث 
وهنا كمان هنعمل ذكريات حلوة
ابتسمت ساخرة لتنطق 
مافي هون غير المشاكل
واللصريخ طول الوئت.. من وئت ما إجينا لهون والمشاكل عم تلاحقنا متل ضلنا.. ما بتتركنا نتهنى لحظة
وتابعت 
وكل هيدا كوم.. وإمك وقعدتها هون كوم لحاله.. هيدا المرة فظيعة يا عمرو.. من أول مرة شافتني فيها وهي مانا طايقتني
أجابها نافيا بالزيف ككل حياته 
بالعكس يا حبيبتي.. دي ماما بتحبك جدا ودايما تتكلم عنك كويس
ابتسمت ساخرة لتجيبه بتهكم
إي مصدقتك حياتي.. ما أنا بشوف بعيوني كل شي
شعر بريبة من هدوئها ونظراتها الخالية من التعبير ف كي يستحوذ على لبها.. 
مالك يا رولا !
قلت لك مافيني شي...نطقت جملتها بهدوء ليسألها من جديد بجبين مقطب 
واللي حصل ده أفسره بإيه! 
جذبت يدها من خاصته لتنطق بهدوء 
مالي رواق يا عمرو.. كتير تعبانة.. رح روح شوف نور وسليم.. ئلي فوق الساعتين تاركتهم للماما.. والله حرام بيكونوا كتير تعبوها
نطقت كلماتها وانسحبت للداخل لتترك له الغرفة بأكملها تحت استغراب عمرو الذي امتعضت ملامحه وهو يعاود النظر للأمام هامسا لذاته 
مالها دي كمان! 
داخل غرفة مكتب علام زين الدين تتوسط الفتاة تلك الأريكة يجاوراها جديها حيث حضرت بناءا على طلب من علام الذي تحدث إليها بنبرة حاسمة 
من ساعة اللي حصل وأنا مش لاقي الوقت
المناسب اللي نقعد فيه ونتكلم 
سألته الفتاة بوجه بشوش يشع بالحياة
خير يا حبيبي 
نطق بحسم وجدية 
للأسف يا بنتي.. هو مكنش خير خالص
ضيقت بين عينيها غير مستوعبة حديثه المبهم لتنطق عصمت بهدوء 
جدو عاوز يكلمك في الغلطة اللي ارتكبتيها في حق نفسك يا بيسان
دي مش غلطة يا دكتورة... قالها بحزم ليتابع رامقا الفتاة بحدة 
دي جريمة ومن عظائم الذنوب.. وكبيرة من الكبائر اللي نهى عنها الله في القرآن الكريم.. نسأل الله الغفران
وتابع مستشهدا ب آيات الله الحكيم
قال الله تعالى في كتابه العزيز 
ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما
نكست رأسها للأسفل تتوارى بنظراتها خجلا لتنطق بصوت بالكاد يسمع 
أنا آسفة يا جدو.. اللي حصل كان غصب عني.. في لحظة حسيت إن الكل محملني ذنب كل حاجة وحشة حصلت معاه
وتابعت بدموعها التي انسابت رغما عنها تأثرا بالموقف 
يوسف اللي عيشت حياتي كلها بتعامل على إني مراته المستقبلية.. فجأة يحصل كل ده بينا ويقولي
إن خلاص.. حكايتنا خلصت
وتابعت بشهقة ونظرة يأس قطعت بها نياط قلبي جديها 
حتى بابي مرحمش ضعفي وانهياري..
تم نسخ الرابط